هل تعلم؟

كانت مدينة جبيل (المعروفة عند الإغريق باسم بيبلوس) مركزًا مهمًا لتصدير ورق البردي إلى اليونان في العصور الفينيقية. ولذا أطلق الإغريق على البردي اسم “بيبلوس” نسبةً إلى المدينة نفسها. ومن هذه التسمية اشتُقَّت لاحقًا كلمة “Biblios” التي تعني الكتاب، وهو ما جعل اسم جبيل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالكتب والمعرفة.
ومن “Biblios” جاءت كلمة “Bible” في اللغات الأوروبية، أي الكتاب المقدس. وهكذا، أصبحت جبيل رمزًا تاريخيًا وثقافيًا، ليس كمركز تجاري فحسب، بل كمهدٍ رمزي للكتابة والكتاب.
“مشمش أفندي” أول نجم رسوم متحركة بالعالم العربي، وكان شخصية شبيهة بميكي ماوس ابتكرها ثلاثة إخوة من يهود مصر في العام 1936، عُرفوا باسم “الإخوة فرنكل”. ومشمش أول أيقونة كرتونية في المنطقة، وشارك في أفلام قصيرة عُرضت في دور السينما حتى أواخر الأربعينيات.
استخدمته الحكومة المصرية خلال الحرب العالمية الثانية في الدعاية، فظهر في العام 1940 في فيلم قصير بعنوان الدفاع الوطني، داعيًا المصريين إلى تحديث جيشهم، تمامًا كما فعل ميكي ماوس في الحملات الحربية الأمريكية.
بعد تأسيس دولة إسرائيل في العام 1948، اضطرّ الإخوة فرنكل لمغادرة مصر إلى فرنسا، فطُويت صفحة مشمش أفندي، ودخلت قصته غياهب النسيان. ولم يُكتشف إرثه مجددًا إلا اخيرًا حين عُثر على أفلامه المفقودة داخل علب أفلام قديمة.
اجتاح أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ولعٌ غريب بكل ما هو مصري ووصل الهوس إلى حد مروّع إذ كان يتم طحن المومياوات المصرية القديمة لصنع صباغ يُعرف بـ«بني المومياء» ويُستخرج حرفيًا من مسحوق أجساد محنطة.
استخدم فنانو القرن التاسع عشر هذا الطلاء في رسم لوحاتهم، ومن أبرزهم الرسام البريطاني إدوارد بورن جونز. واستمر إنتاج هذا اللون حتى ستينيات القرن العشرين وتوقّف مع زيادة الوعي حول بشاعة الفكرة ونضوب مخزون المومياوات.