شجرة الكستناء ( في الذكرى السنوية الخامسة لرحيل أبي) | لورا مقدسي
الشمسُ برحت حضنَ النعاس
هي مقبلة
والموتى نيام
وأنا أستودع التراب
نواي
يا لبهاء التشهّي
أسأل أين تكون شجرةُ الكستناء
تحملُ وجهي وتحيا
أبعد
من العمر المحترق
أبعد
من دفقِ الريح
ومن النهرِ الساعي إلى مثواه.
**
وحيدةً ترتفعُ إلى أعلى
شجرتي ترى
يا من تفوّقت على رعونة التراب
أغصانُُها أجنحة
تنحتُ في الهواء
كي تعودَ الأرضُ إلى ثوانيها،
تطلقُ حنينها رسائلَ مشفّرة
إلى السماء،
كمركبٍ أبحر من دون صارية
تغمضُ جفنيها
فيأتيني الشوقُ في غيرِ موعدِه
مطراً
ثمراً
أو صحوةَ ضمير.
**
لكأنّّها بعضُ ما ضاع منّي
قلبُها شرفةٌ منيرة
ينقرها طائرٌ بألفِ سؤال،
يستفيقُ عطرُها على غياب خجول
كهلال
لعلّني كنتُ نغماً مجروحاً
وشجرتي قيثارة تنوح
أو نجمة تبوح
بوجعٍ
ينسلُّ منّي
يراني وأراه
كلّما نزَّ الغيابُ في الذاكرة.
من مجموعتي “لا توقظ الانتظار”
لورا مقدسي صحافية وكاتبة لبنانية. عملت منذ 1994 في الصحافة السويدية والعربية. والتحقت بالأمم المتحدة في كل من العراق والسودان. نشرت كتابها الأول بالسويدية 700 يوم في بغداد عام 2009 والذي يعالج المرحلة الانتقالية للعراق من الديكتاتورية إلى الوضع الحالي؛ وأسباب الفشل الأميركي في خلق عراق آمن؛ مستقر؛ وديمقراطي. صدرت الترجمة الألمانية للكتاب عام 2010.
