صحّة

صورة غيّرت نظرة العالم للأمراض: وجهان، مصيران، ودرسٌ لا يُنسى

في عام 1901، التقط الدكتور ألان وارنر من مستشفى العزل في ليستر صورة ستُحدث تحولًا في الطريقة التي يرى بها العالم الأمراض. كانت الصورة لطفليْن في الثالثة عشرة من العمر أُصيبا بداء الجدري في اليوم نفسه.

للوهلة الأولى، بدا الطفلان متشابهيْن: شاحبين، خائفين، لكن مسار الداء رسم قصّتيْن مختلفتيْن تمامًا. كان أحد الطفليْن تلقّى اللقاح في طفولته، والآخر لم يُطعّم. كان الفرق قاسيًا وواضحًا.

كان جسد الطفل غير المُطعّم مغطّى ببثورٍ منتفخة مليئة بالصديد، بينما ظهر على جسد الطفل المُطعّم بضع نقاط خفيفة فحسب وكانت أعراضه بسيطة، شُفيت بسرعة، وبدت شبه هادئة بالمقارنة. نشر الدكتور وارنر الصورة في كتاب “أطلس الطب السريري والجراحة وعلم الأمراض”، واستخدمها لتعليم الأطباء والجمهور ما أثبته العلم مسبقًا: لا يخفّف اللقاح المرض فحسب، بل يُنقذ الأرواح. تحوّلت تلك الصورة إلى واحدة من أوائل الحجج البصرية في الطبّ لصالح الوقاية بدلًا من الخوف.

ما زالت الرسالة حيّة بعد أكثر من قرن: لا تغيّر اللقاحات الأرقام فحسب بل تبدّل المصائر.

العدد التاسع 2025-11-16
BEIRUT CULTURE
Website |  + مقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى