شو في ما في

“بيروت ترنّم” يعود احتفالاً بالحياة والعيش المشترك

عقد منظمو “بيروت ترنّم” مؤتمرًا صحفيًا في نادي اليخوت ببيروت أطلقوا خلاله المهرجان بنسخته الثامنة عشرة، بحضور كوكبةٍ من الإعلاميين والفنانين ومحبّي الموسيقى والثقافة.

افتتحت مديرة المهرجان، السيدة ميشلين أبي سمرا، المؤتمر مؤكدةٍ أن “بيروت ترنّم” يعيد إلى المدينة نبضها الطبيعي. وأنّ “الموسيقى حين تُعزف في قلب بيروت، تعيدُ التوازن إلى روحها، وتذكّرنا بأننا – رغم اختلاف أصواتنا – ننتمي إلى إيقاعٍ واحد اسمه الحياة.”

 

تحية لروح زياد الرحباني

تشير أبي سمرا إلى أنّ هذا الموسم يحلّ فيما “بيروت تفتقد زياد الرحباني؛ ذاك الذي لم ولن تخفت موسيقاه، ولم يساوم على قيمه، وظلّ وفيًّا لصدقه الفني.” وأكّدت بأنّ المهرجان لا يقدّم “تكريمًا شكليًا” لهذه القامة الفنية بل يهدي الدورة الحالية “إلى روحه التي علّمتنا أنّ الموسيقى لا تُساوَم، وأنّ ما يأتي من القلب يبقى.”

زيارة الحبر الأعظم

أوضحت أبي سمرا بأنّ المهرجان يتزامن هذا العام مع زيارة الحبر الأعظم إلى لبنان، وهي زيارة “تحمل معنى العيش المشترك الذي نعمل في سبيله بالفعل لا بالقول، منذ ثمانية عشر عامًا.” وشدّدت على أنّ المهرجان ليس مجرّد حدثٍ موسيقيّ، بل “مساحة مفتوحة تتيح للناس أن يلتقوا خارج الأطر والتصنيفات، ليكتشفوا ما يجمعهم من دون أن يُطلب منهم أن يتشابهوا.”

برنامج فنّي عالمي

عرض المدير الفنّي للمهرجان، الأب توفيق معتوق، برنامج الأمسيات، معتبرًا أنّ “محبّي الموسيقى في لبنان محظوظون” هذا العام. يُفتتح المهرجان احتفالًا بالذكرى الـ190 لولادة الموسيقار الفرنسي كاميل سان-سانس، بتقديم “أوراتوريو الميلاد” إحدى أبرز روائعه، بمشاركة جوقتَيْ الجامعة الأنطونية وجامعة سيدة اللويزة، ولفيفٍ مِن المنشدين العالميين، بقيادة الأب توفيق معتوق. تتضمّن الليلة الافتتاحية كذلك عرض “Davide Penitente” لموزار.

ويستضيف المهرجان هذا العام نخبةً مِن الموسيقيّين العالميّين بالتعاون مع مؤسساتٍ ثقافية وسفاراتٍ عدّة، منهم:

عازفة الكمان أبيغيلا فوشتينا وعازف البيانو كوستانتينو كاتينا: بالتعاون مع موسم الموسيقى الحُجرة في الجامعة الأنطونية.

رباعي كريمونا: بالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي.

عازف البيانو كشيشتوف كشونشيك: بالتعاون مع السفارة البولندية.

عازف الكمان يوسيف إيفانوف وعازف البيانو فيليب إيفانوف: بالتعاون مع السفارة البلجيكية.

عازفة الكمان ليتيسيا مورينو وعازف البيانو خوسي دو سولاون: بالتعاون مع السفارة الإسبانية.

عازف التشيلو إيمانويل غراف وعازف البيانو تيو غيورغيو: بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي.

ووجّه الأب معتوق تحية تقدير “لكلّ الفنانين والفرق التي رافقت مسيرة “بيروت ترنّم”، ومنهم جوقة القدّيس رومانوس، جوقة إسطفانوس المرنّم، جوقة جامعة سيدة اللويزة، جوقة الفيحاء، جوقة فيلوكاليا، غادة شبير، ماريو الراعي، بشارة مفرج، مارك رعيدي، ماتيو الخضر، فراس عنداري. كما أعلن عن تعاونات جديدة مع “Solistes de Beyrouth.”

“بيروت ترنّم – السيستيما”

في الختام، ألقى مدير مشـروع “بيـروت ترنّـم – الـسيســتاما”، ريشارد عازوري، أعرب فيها عن فخره بـ”مشاركة أطفال السيستيما للسنة الثالثة في المهرجان”. وأوضح عازوري أنّ المشروع هو الذراع التربوي لبيروت ترنّم، وهو يرافق المواهب الناشئة ويمنحها مساحةً للتعبير والتطور. ولفت إلى التعاون مع اليونسكو خلال العامين الماضيين “لتعزيز التماسك الاجتماعي ودعم المجتمعات المتأثرة بالنزاعات من خلال قوة الموسيقى.”

يُقام مهرجان “بيروت ترنّم” من 29 تشرين الثاني حتى 23 كانون الأول، والدعوة مفتوحة لجميع محبّي الموسيقى للاستمتاع بهذا العرس الفنّي المميّز.

العدد التاسع 2025-11-16
ناقد فنّي ومخرج في  | Website |  + مقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى