علوم

الموت… هل يصبح خيارًا؟ العلمُ يعيدُ كتابة مصير الإنسان

العدد الثامن 2025-9-25

قد تتحوّل الشيخوخة، وبالتالي الموت، في زمننا الحالي ليس إلى حتميةٍِ لا مفرّ منها بل الى حالةٍ قابلةٍ للعلاج. لم يعد الخلود حلمًا في بعدٍ أسطوري، بل هو اليوم سعيٌ حقيقي نحو “الهروب من الشيخوخة”، وهي مرحلةٌ يصبح فيها التقدّم العلمي قادرًا على إطالة عمر الإنسان بوتيرةٍ تفوق مرور الزمن نفسه.

من خلال تقنيات متقدّمة مثل تعديل الجينات، وإعادة برمجة الخلايا، وتوظيف النانو تكنولوجيا، يعملُ العلماء على معالجة الأسباب الجذرية للشيخوخة على المستوى الجزيئي. لم تعد الشيخوخة تُصنّف كعمليةٍ طبيعية، بل كمرضٍ يمكن استهدافه، إبطاؤه، بل وحتى عكسه.

تُستخدم أدوات مثل تقنية CRISPR لتعديل الجينات المرتبطة بالشيخوخة في المختبرات، بينما تسعى علاجات أخرى إلى إزالة الخلايا “الهرمة” أو “الزومبي” التي تتراكم وتؤدّي إلى تدهور الأنسجة. ويتخيّل بعض العلماء مستقبلًا تراقب فيه روبوتات نانوية مجرى الدم، فتُصلح الأضرار الخلوية في الزمن الحقيقي.

لا يغيّر هذا التحوّل نظرتنا إلى الصحة والعمر فحسب، بل يعيد تشكيل جوهر الوجود الإنساني، من التركيبة السكانية إلى أنظمة التقاعد، وصولًا إلى فهمنا لمعنى الحياة نفسها.

ورغم التحديات الأخلاقية والعملية الهائلة يتساءل المرء عمّن سيحصل على هذه العلاجات، وعن أثرها على الكوكب. لم يعد الهدف أن نعيش أطول قليلًا، بل أن نحيا إلى أجل غير مسمّى، بصحةٍ وشباب دائميْن.

ولأوّل مرة في التاريخ، لم نعد نسأل: “هل سنموت؟”، بل تحوّل السؤال الى: “هل يجب أن نموت؟”.

BEIRUT CULTURE
Website |  + posts

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى