What’s cooking

بارنتسيم كليان: كتابي عصارةُ المطبخَيْن الأرمني واللبناني

كيف خطرتْ على بالِك فكرةُ تأليف كتاب عن الطبخ؟

بدأت الفكرة عندما سافر ابني إلى الخارج، وكان إخوتي أيضًا خارج البلاد. وكـان الجـميعُ يتّصــلون بي مـرارًا لمُساعدتهم في إعداد أطباق معيّنة. وذات يوم، اقترحت ابنتي الكبرى آنا؛ أن ننشــئ مـوقـعًا إلــكتـرونيًا باســــم www.momsnotes.me

وحين بدأنا بنشر الوصفات لاحظنا تفاعلًا كبيرًا مِن المتابعين، وتشجيعًا على إصدار كتاب يكون عمليًا ومتاحًا في أي وقت. وهكذا ولِدت فكرة الكتاب، وبدأنا بتجسيد الحلم.

 

لاحظنا أنّ الإهداء كان الى زوجك.

نعم؛ لأنّ المرحوم كان يحبّ الطبخ مثلي وكانت شخصيته مرحة اذ غالبًا ما كان يغنّي ويرقص عند تحضيره الأطباق في المطبخ. في فترة الحرب، كنا ندير كافيتيريا وباتيسيري صغيرة في عنجر، لكننا اضطررنا إلى إغلاقها للأسف لألف سببٍ وسبب. كنت أتمنّى لو كان موجودًا بيننا اليوم لِيرى الكتاب يُبصِر النور. وأنا متأكّدة انّ في الأمر مدعاة سرورٍ له.

تصميمُ الكتاب الأنيق لافتٌ.

التصميمُ لابنتي الصغرى، آراز، التي درست “الغرافيكس” وعملت سابقًا في مطبعة. صوّرت الأطباق داخل المنزل باستخدام كاميرا عادية مع الاستفادة مِن ضوء النهار الطبيعي؛ وجاءت النتيجة مُذهلة رغم التقنيّات البسيطة وأثنى الجميع على حرفيّة التصميم الذي يُضاهي التصاميم الأجنبيّة.

 

لماذا هذا العنوان؟

عنوان الكتاب عصارة التراثيْن الأرمنيّ واللبناني، فهو يجمعُ بين دفّتيْه وصفاتٍ أرمنية حملها أجدادُنا معهم بعد المجزرة الأرمنية واستقرارهم في ربوع لبنان. طعّمتُ وصفاتي اذًا بالنفس اللبناني. شخصيًا، تعلّمت الكثير من والدتي وحماتي، وحين سكنتُ في لبنان، تفاعلتُ مع جيراني وأصدقائي اللبنانيين واكتسبت مذاقاتٍ جديدة مِن وصفاتهم المتنوّعة. ليست الوصفاتُ المذكورة مِن اختراعي وحدي؛ ولكنني طوّرتها وعدّلتها لِتُناسب ذوق عائلتي ومحيطي؛ وهكذا حمّلتُها لمستي الخاصة وقد لاقت استحسانًا كبيرًا.

تؤمنين بالمطبخ كأداةٍ للتقريب بين الحضارات؟

طبعًا فالطعامُ يجمعُ العائلة والجيران، ويوحّد الطوائفَ على اختلافها. حين كنتُ أعيش في السعودية مثلًا، تعرّفت إلى أشخاصٍ مِن دولٍ مختلفة مثل الفيليبين والهند وفلسطين ومصر، وتعلّمت منهم وصفاتٍ جديدة ومِن خلال مائدتهم تعرّفت إلى عاداتهم وتقاليدهم وحضارتهم. كنت لا أعرف طبق الملوخية مثلًا وتعلّمت إعداده من جيراني.

 

ما الذي يميّز كتابك عن غيره؟

تقصّدت تضمينه وصفاتٍ اقتصادية وعملية، وحرصتُ على أن تكون سهلةً ومناسبةً للجيل الجديد، فالناس اليوم يفتقرون إلى الوقت الكافي للطبخ، وهدفي تشجيع هذا الجيل على الطبخ في المنزل بطرقٍ بسيطة بدل الاتكال على الاطعمة المعلّبة او الجاهزة او “الديلفري”.

 

كيف أثّرت عنجر على أسلوبك في الطبخ؟

قضيتُ طفولتي كلّها في عنجر، ثم سافرتُ الى الخارج وعدتُ إليها لاحقًا، وقد تعلّمت الكثير من والدتي وحماتي وكلّ منهما من بلدةٍ معيّنة في أرمينيا الغربيّة؛ وقد طردوا من هذه القرى بسبب المجزرة التركية بحقّ الأرمن. ولكلّ بلدة في هذه الأراضي أسلوبها الفريد في الطبخ، وقد طعّمتُ كتابي من نفس والدتي وحماتي وروح عنجر، فهو يحتوي على وصفاتٍ تراثية اشتهر بها الأرمن في عنجر وسائر لبنان كطبق “المانته” أو “الهريسة” مثلًا وهي طبق يحضّره الأرمن في عيد الصليب في أيلول ويوزّعونه للعامّة أمام الكنيسة في تقليدٍ سنوي.

هل تتأمّلين إقبالًا من اللبنانيّين غير الأرمن على كتابك؟

نعم، أتوقّع ذلك لأنّ اللبنانيين المغتربين سيجدون في طياته بعضًا من روح لبنان، وقد تدغدغُ الوصفات التراثية حسّهم الوطني وتعيدُ الى أذهانهم الذكريات العائلية الجميلة، وتلك أسبابٌ كافية لحثّهم على شرائه.

كتابُك باللغتيْن الأرمنيّة والانكليزيّة ماذا عن العربيّة؟

اخترتُ الأرمنيّة لأنّ معظم الأشخاص حولي أرمن، أما الإنكليزيّة فهي لتوسيع نطاق وصوله إلى الغرب، بحيث يتعرّف الأجانب على الوصفات اللبنانيّة والأرمنية. أما إصدارُ نسخةٍ بالعربية فأمرٌ ممكن خصوصًا إذا شعرنا بوجود طلبٍ عليه بلغة الضاد.

مَن تتابعين مِن الطهاة المحليّين وهل تفكّرين في افتتاح مطعمٍ باسمك؟

أحبّ الشيف مارون شديد، وكنت أتابعُ برنامجه وبرامج الطهيّ اللبنانية والعالميّة على حدّ سواء ومسابقات برنامج “توب شيف”. أما فكرةُ افتتاح مطعم فلا تستهويني أبدًا لأن ذلك يتطلب عملًا شاقًا. أرى أنّ الكتاب أفضلُ وسيلةٍ لنقل تجربتي ومشاركتي وصفاتي وعشقي للطبخ مع الجميع.

+ posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى