في أمسية فريدة من نوعها، غلّفها سحر الفن وأصالة التاريخ، أقامت جمعية “ليبام” حفلة موسيقيًة راقية في المتحف الوطني اللبناني تحت عنوان “ارقُصْ حول العالم” في إطار دعم الحملة المجانية لتعليم الموسيقى. وكانت الامسية الموسيقية بقيادة المايسترو سيرغي بولون، الذي حول مساحات المتحف إلى بيئة تغني للجمال والإبداع.
استهلّ اللقاء مؤسس الجمعية، غسان مخيبر، بكلمة مقتضبة عبّر فيها عن شكره العميق للداعمين، مؤكدًا إيمانه العميق بأن الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي تتجاوز الحواجز وتوحد القلوب، داعيًا إلى “تسليح النفوس” بها لما لها من قدرة على مدّ الجسور بين الأفراد والشعوب، وتبديد عتمة الانقسامات.
وقد تخللت الحفلة عروض فنية راقصة رافـقـت المـقطوعات الـموسـيـقية المختارة بعناية، أبدع في أدائها فنانون موهوبون مثل مازن كيوان، سحر أبي خليل، ألكسندر متى، كيتي يونس، عامر فياض، ليا يازجي، تيا جرمانوس، سيرينا أبو شعيا ولاميتا كرم.
ومن على السلالم التي تعانق القطع الأثرية في المتحف، راح الراقصون يجسدون بأجسادهم حكايات نابضة وسط تراث لبنان الغني، فتوالت المقطوعات الأجنبية الساحرة لمايكل كـورب وديـمتري جـوستاكوفيتش وغـونتر نوريـتس واسـتور بيادزولا وغيرهم بعزف مبهر لشباب “ليبام” من الـمـواهـب الـنـاشـئـة واخـتـتـمـت بمقطوعتين للكبير زكي ناصيف.
حضر الأمسية عدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية، فتلاقى عبق الماضي مع نبض الحاضر، واناقة الغرب مع دفء الشرق في ليلة أكدت مجددًا أن للموسيقى في لبنان، كما في كل زمان ومكان، الكلمة الفصل حين يعجز الكلام.
