“آخر الكلام” تأليف لمى خالد، عن (الدار العربية للعلوم ناشرون)

“آخر الكلام” رواية عربية تأليف لمى خالد، إصدار الدار العربية للعلوم ناشرون، 2025.
في هذه الرواية، نغوص في عالمٍ يتداخلُ فيه الواقعُ بالخيال، حيثُ تتشابكُ خيوط الوجود مع نسائم الحُلم، وبينما يُواجهُ عالمّنا العربي ثقل الثورات التي تُمزّقُهُ والفساد المُستشري في أعماقه، نجدُ البطلةُ على حافة الانطفاء.
لكن، في لحظة انكسارها، ينبعثُ صوتُ محمود درويش من عالمٍ آخر، ليمنحها حكمة كلماته.
وبين أحجية العقل الباطن وصرخات الأرواح التي تهدِمُ الجُدران حولنا لتُعيدَ تشكيلنا، تُدركُ البطلةُ أنّ النهوض ليس خياراً، بل ضرورة، لأنّ “على هذه الأرض ما يستحقُ الحياة”.
القصةُ هي دعوةٌ للقارئ ليُواجه ذاته، ليكتشِفَ أنّ الانتصار الحقيقيّ لا يكمُنُ في مُجرّدِ النجاةِ، بل في استعادةِ القُدرة على الحُلم.
تقول الكاتبة: “الكلمة هي البداية، هي ربيع الأرض حين ترفض أن تموت. هذه ليست قصتي وحدي، إنها قصة كل مَنْ رأى الظلم وأراد التغيير، قلمي ليس لي فقط، هو لكلّ قلبٍ ينبض بالعدل، ولكل مَنْ يؤمن أنّ الكلمة… هي آخر الكلام، وأول الثورة”.
“آخر الكلام” حوارية شعرية متخيلة بين “الأنثى/ الكاتبة” التي تمثلّها “لمى خالد” وبين “الرجل الشاعر” الذي يمثّله “محمود درويش” في محاولة للكشف عن أزمة الذات الإنسانية المعاصرة بين إحساسها بالضياع والتلاشي وبين إحساسها بالوجود والمشاركة.
ما يميز هذه الرواية اعتمادها على “التجنيس الشعري”؛ كتقنية فنية يلعب فيها الحضور الشعري دوراً مهماً في اختراق السردي ورتابته، ويكون القصد منه إقامة روابط سردية وحكائية داخل النص الروائي بين جنسين أدبيين (الروائي والشعري)، لتحقيق مقاصد النص، فالشعري اشتغل كمكثّف حكائي لما تمّ سرده في كل وحدة سردية، ليكون أداة للتواصل الحكائي على مستوى البناء والخطاب. ففي هذا المحكي الشعر والرواية تآلفا، وأصبحا نصاً أدبياً، انتفت فيه الفواصل بين ما هو خارج الذات/ الكاتبة، وما هو داخلها، فانساب الحكي على رسله ليعبّر عن أهم ثنائيات التكوين البشري “المرأة والرجل”.