مسرح

زينا دكاش تتألّق في”اللي شبكنا يخلصنا”

Julie Mourad
Web |  + posts
ان كنت من هواة النوع لا تدع مسرحية زينا دكاش الجديدة “اللي شبكنا يخلصنا” على مسرح “مونو” تفوتك وهي مستمرة حتى ٢٣ الجاري. تتشارك دكاش البطولة مع يوسف شنكر السجين السابق الذي قبع بالسجن ثلاثين عاما وكان نصيرها بالسجون وكوميدي الستاند اب سام غزال؛ مع اطلالة مميزة من وراء الشاشة للمتألقة دوما سينتيا كرم والاعلامية ماغي فرح.
 
ساعة ونصف من الاعترافات الصادقة عن شعور صارخ بالغربة الداخلية لكثرة التقلبات المعيشية وتسارع الاحداث من الانهيار الاقتصادي؛ الى انفجار المرفأ؛ الى ازمة كورونا الى سرقة الودائع الى…. والى… وفي خضم كل هذه المتاهات اشخاص حقيقيون يعرون امامك روحهم بشفافية مطلقة وقد تجرعوا عذابات جبلت بحكايات ملائكة الارض على غرار فاديا بويز التي كانت تزور السجناء محملة باحتياجاتهم لاكثر من ٣٠ عاما؛ وحبيب كرم؛ اليتيم الذي يعرج على مزار شاب قضى بحادث سير على قارعة اوتستراد جونية ليزينه بالزهور خشية منه بأن ام الراحل التي كانت تقوم بتلك المهمة قد فارقت الحياة او غسان أفلق الناطور الذي امضى حياته مصورا الناس ليعطيهم ما التقطه من لحظات مجانا…
وحين سألت دكاش كلا منهم لم يقوم بتلك الخدمة المجانية اتاها الجواب بكلمتين مقتضبتين: “ليش لأ”؟
 
وأما هي فبكل بساطة زينا؛ زينا التي اضحكتنا كوميديا قبل ان تكرس حياتها لمهنة أنبل قوامها تحسين ظروف السجناء وانتزاع حقوقهم…
ولكنك هنا امام مشهد بالمقلوب؛ لتجدها تعالج نفسها بنفسها بجرعات مسرحية؛ فأبو علي- وهو لقبها من السجناء دلالة على صلابة شخصيتها- حساسة حد الجنون…
تصوير غسان أفلق
تصوير غسان أفلق
 
 
ولعل هذه الكتلة المشتعلة من الاحاسيس هي السبب الفعلي لفرادتها وتربعها على عرش الاعمال الناجحة سواء مسرحيا؛ ام في الافلام؛ ام في تحريك القوانين…
 
في هذه المسرحية المتكاملة نصا واخراجا وصدقا ترى زينا الجميلة بشوائبها؛ الجبارة بتطرفها دفاعا عن المهمشين والمنسيين؛ زينا ابنة فرجيني التي كانت حاضرة بقوة من عليائها والتي كانت تتصل بابنتها لكل شاردة وواردة لتطلب منها مهاما عدة؛ زينا الام الحريصة على حضور صغيرتها اسمى لحفلات عيد ميلاد اصدقائها؛ وزينا زوجة زيد الاردني المحب الراقي بهدوئه والمضطر الى تقاسم وطن غريب عجيب معها في جولات لامتناهية من الجنون الامني وانعدام الاستقرار…
تصوير غسان أفلق
 
“انت قادر على الخروج من حفرتك… فتش عن المعنى” تقول زينا للسجين السابق في اكثر من منعطف ليردد السجين العبارة ذاتها على مسامعها حين شعر بأن الاحباط بدأ يتسلل إلى من علمته التمسك بالحياة بحلوها ومرها…
أمس ضحكنا وبكينا… أمس ادخلتنا زينا جميعا؛ نحن المكدسين على مقاعد صالة مونو تعطشا للحظات من الهناء؛ نحن التائهين والمجروحين لالف سبب وعلة؛ في دائرة علاج جماعي بجرعات متتالية حلوة المذاق…
 
ولكي تضمن شفاءنا المحتم عادت بنا جميعا الى الطفولة بقصاصات ورق وزعتها علينا قبل دخولنا الصالة ضمت تعليمات لصنع “طائرة من ورق” فكانت لكل منا طائرته الخاصة وقد ألقيناها جميعا على الخشبة بسعادة عارمة بعد التصفيق الحار…
أمس اهتدينا الى “المعنى” الجوهر… كل المعنى…
 
شكرا زينا لأنك كنت البوصلة 🙏🙏🙏
جولي مراد
 التصوير للرائع غسان أفلق
DO NOT MISS THIS PLAY!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى