سينماشو في ما في

“مهرجان بيبلوس السينمائي الدولي” في دورته الأولى… افتتاحٌ يحتفي بالآثار والثقافة

العدد الثامن 2025-9-25

شهدت مدينة جبيل التاريخية انطلاق الدورة الأولى من “مهرجان بيبلوس السينمائي الدولي”، في حدثٍ ثقافيّ فريد يهدف إلى إحياء التراث العريق للمدينة عبر لغة الفنّ السابع.

جمع حفل الافتتاح نخبةً من الشخصيات الرسميّة والثقافية والاجتماعية، إلى جانب سفراء عددٍ من الدول، في أمسيةٍ تحوّلت فيها أقدم مدن العالم إلى مسرحٍ للسينما والإبداع.

في كلمتها الافتتاحية، أوضحت رئيسة المهرجان، ألكسندرا كرم، أن فكرة المهرجان ولدت من إيمان القيّمين عليه بأنّ لبنان، رغم التحديات كلّها، يظلّ مساحةً خصبةً للثقافة وحبّ الحياة.

وأضافت كرم بأنّ هدف المهرجان هو انتاج ثقافةٍ سينمائية في مدينة بيبلوس، التي حملت عبر آلاف السنين رسالة الحرف والكلمة، وانتقلت منها الأبجدية الفينيقية لتغيّر مسار الحضارة الإنسانية، خصوصًا أنّها كانت على مرّ العصور ملتقى للتجارة والثقافة والفكر، فكان لا بدّ من إضافة السينما الى رصيدها الحافل للاحتفاء بهذه المـدينة العريـقـة وجــذب مواطني المناطـق الأخرى والسـيّاح إليـها مجددًا.

افتُتح المهرجان بعرضٍ خاصّ للفيلم الوثائقي “أسرار مملكة بيبلوس” للمخرج فيليب عرقتنجي، الذي يحكي قصّة اكتشافٍ أثري فريد تحت المدينة، حيث عثر على مدافن تعود إلى 3800 سنة. وتضمن اللقاء حلقةً حوارية مع الجمهور تحدّث فيها المخرج عن أهمية الفيلم لتسليطه الضوء على التراث اللبناني العريق، موضحاً أنه يمزج بين الواقع والمغامرة ليقدّم قصة غنية عن مدينة بيبلوس التي كانت مركزاً تجاريًا مهمًا في العصر البرونزي. وأكد عرقتنجي أنّ الرسالة الأساسية للفيلم هي التأكيدُ على تاريخ لبنان العريق وتراثه الذي يستحق الأضواء كونه مصدرَ فخرٍ وعامل أساسيّ لاستقطاب السوّاح.

بدوره أوضح مدير عام الآثار، سركيس خوري، دور الوزارة في الحـفاظ عــلى تـراث لبنان المادي واللامادي، مشيراً إلى أن الفيلم يسلط الضوء على الاكتشافات المهمة التي أفضت إليها أعمال المديرية في حفريات جبيل منذ عام 1921، مشيرًا الى أنّ الفيلم يعرض محاكاة لمدينة جبيل في عصورها المختلفة، من العصر البرونزي حتى العصر الروماني، داعياً الجمهور اللبناني إلى الاحتفاء بتراثه الغني.

وأعطت عالمة الآثار تانيا زافين- التي يسلّط الفيلم على روتينها المهني اليومي- رأيها عن مشاركتها في الفيلم ووقوفها لأوّل مرة أمام الكاميرا لتوثيق عملها مهنيًا. وأكدت زافين على دور هذه الأفلام في التوعية على أهمية الآثار وضرورة حفظ هوية لبنان وتاريخه معتبرةً أنّ تلك المهمّة عملٌ ثمين ومقدس.

وفي كلمته، أعرب رئيس بلدية جبيل، الدكتور جوزيف الشامي، عن فخره وسعادته بانطلاق الحدث، معبرًا عن أمله في أن يصبح دولياً على غرار مهرجان “كان”. وشدّد الشامي على أن جبيل مدينة مفتوحة للجميع، وأن الدعم الحكومي والبلدي يهدف إلى تحقيق هذا الحلم.

أما مؤسّس Beirut Film Society والعضو في لجنة المهرجان سام لحود، فأكد على أن بيبلوس تستحق مهرجانًا سينمائيًا يليق بها، مشدّدًا على أهمية تكاتف الأطراف الفاعلة في هذا الحقل لتطوير صناعة السينما وإرساء دعائم منافسةٍ إيجابية.

بدوره أشاد مدير “مهرجانات بيبلوس الدولية”، السيد رافاييل صفير، بالنشاط الرائع الذي قامت به اللجنة المنظمة في هذه الظروف الصعبة، معتبراً أن المهرجان هو بمثابة “ابن عم” مهرجانات بيبلوس الدولية، ومعرباً عن أمله في أن يكون جزءاً من فعالياته الكبرى في السنوات القادمة.

صحافية |  + posts

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى