“مهرجان أفلام سينما المرأة” يتبنّى شعار “نساء من أجل القيادة”
سام لحود: قدر بلدنا الصغير أن يصدّر الحضارة

كعادته كلّ عامٍ لا يكلّ سام لحود عن بذل الجهود الحثيثة لنشر التوعية حول دور المرأة وأهميتها وضرورة تمكينها عبر مهرجان سينمائيّ حافل يحضره الآلاف ويستقطب أبرز الوجوه السينمائية محليًا وعربيًا.
كرّم “مهرجان أفلام سينما المرأة” بدورته الثامنة ثلاث شخصيات بارزة، هنّ الفنانة هند صبري، والدكتورة جاكلين معلوف، والسيدة مايسة بو عضل. وشاء لحود مؤسس المهرجان هذه السنة تعزيز دور المرأة القيادي بمجموعة واسعة من الأفلام التي تعكس تنوعًا ثقافيًا وفنيًا.
شارك في الدورة أكثر من 100 فيلم من 44 دولة، منها أفلامٌ طويلة، قصيرة، وثائقية، رقص، رسوم متحركة، وأعمال تجريبية.
وألقى لحود كلمة قال فيها: “قبل مئة وخمسين عامًا، خرجت زينب فواز – التي اخترناها رمزاً للمهرجان في دورته الحالية- من جبل عامل في لبنان، وكتبت المسرح والشعر، وسلّطت الضوء على قضايا النساء فاشتهرت كأبرز مناضلة لحقوق المرأة في مصر ولبنان وسورية والمنطقة، وكانت مسرحيتها “الهوى والوفاق” أول مسرحية في العالم تكتبها امرأة باللغة العربية.
وقبل حوالي ألفي وثمانمئة عام، غادرت أليسار مدينة صور في جنوب لبنان، قاومت الظلم، وأبحرت عبر البحر الأبيض المتوسط، وأسّست مدينة قرطاج، مُسهمةً في ترسيخ الطابع النسائي في الحضارة الفينيقية. على مرّ العصور، زخرت أرضنا بقصص نساء تركن بصمةً واضحة في التاريخ وصنعن التغيير. من “أروب” حبيبة “زوس”، الى أليسار التي تحدّت الإسكندر، إلى زنوبيا التي تصدّت لروما، الى الستّ نسب، ام فخر الدين، وصولًا إلى مي زيادة وإيميلي نصر الله، وليلى بعلبكي، وسلوى نصار، ونادية تويني، وعنبرة سلام، وآسيا داغر، وماري كويني، ونور الهدى، وأسمهان، وفيروز… واللائحة تطول. سيداتي المكرمات وكل سيّدة في هذه القاعة، أنتن وريثات ثمانية آلاف عام من التاريخ صنعته المرأة اللبنانية الفينيقية المتوسطية والعربية بإبداعٍ وإتقان.
فمنذ آلاف السنين، غادر رجالنا ونساؤنا أرضنا وأبحروا في جميع الاتجاهات، استعمروا المتوسط والعالم بالحرف والتجارة والفكر الإيماني والإنساني، بعيداً عن نوايا استغلال موارد الشعوب ونهبها… فإليسار بنت صور أسست حضارة عظيمة وزينب بنت جبل عامل أسست الحركات التحررية…. قدر هذا الوطن الصغير ان يصدّر الطاقة البشرية فيصدّر الحضارة والفكر والفنّ…
علّمنا التاريخ الكثير عن نفسنا، فهو ليس مجرّد سردٍ لأحداث الماضي، بل هو درسٌ لفهم جوهرنا وطريقٌ لصناعة مستقبلنا.
واليوم، يدخل لبنان مرحلةً جديدة من تاريخه تتطلّب منا رؤية واقعية، بعيدًا عن التفاؤل المفرط أو التشاؤم القاتل. ونحن مطالبون بتحمّل مسؤوليتنا كعاملين في القطاع السينمائي والثقافي. علينا أن نتكاتف حول مؤسساتنا الرسمية ونتعاون مع وزارة الثقافة والوزارات المعنية، ونتشارك في المشاريع المختلفة، ونتنافس بروح إيجابية، بعيدًا عن المنافسة السلبية.
علينا كذلك تمكين مؤسساتنا وإطلاق مبادرات جديدة لتنظيم القطاع، والعمل على بناء شراكات ناشطة تجمع بين القطاعين العام والخاص، والنقابات، وشركات الإنتاج، والمؤسسات الإعلامية، والمجتمع المدني. حان الوقت اليوم للتكاتف لتحقيق مشروع مجتمع لبنان السينمائي الطموح بتحويل لبنان الى بلد صديق للسينما Film Friendly Lebanon، وهو مشروع نعمل في سبيله منذ 4 سنوات. اخذنا على عاتقنا مهمّة مأسسة الحركات السينمائية اللبنانية الموجودة في الاغتراب ودعمها كي نربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر.
لذا نطلق اليوم “شبكة المهرجانات والحركات السينمائية اللبنانية في دول الانتشار
My Lebanon My World Lebanese Diaspora Film Festivals Network
بحضور مؤسسي هذه المهرجانات، القادمين من أستراليا، وكندا، وفرنسا، وأميركا اللاتينية، والمكسيك، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة. كما نفتخر بأننا ساهمنا في تأسيس وإدارة مهرجانات في كندا، والمكسيك، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والتي ستنطلق بين 7 تموز و11 أغسطس، وقريبًا في إفريقيا…”