علوم

مشى بعد عقدٍ من الشلل!

تمكّن رجلٌ كان مشلولًا مِن الخصر إلى الأسفل لما يتجاوز عقدًا مِن الزمن من المشي مجددًا ليس باستخدام هياكل خارجية أو دعامات، بل مِن خلال جسرٍ رقميّ بين دماغه وحبله الشوكي.

قام جراحو الأعصاب بمستشفى جامعة لوزان في سويسرا، بزرع جهازيْن لاسلكيّيْن: أحـدهما عـلى قــشرته الحـركية (داخل الجمجمة)، وآخر على حبله الشوكي. تفكّ هذه الزرعات شيفرة نيّة الرجل في المشي وترسل الإشارات مباشرةً إلى الجزء السفلي مِن عـموده الـفقري، مـتجاوزةً الـمنطقة المُتضرّرة بالكامل.

وبعد أسابيع قليلة مِن التدريب، أصبح الرجلُ قادرًا على عبور غرفة سيرًا على الأقدام، وصعود السلالم، وحتى المشي على أرض غير مستوية. لم تكن حركاته آلية أو متقطّعة، بل كانت سلسة، واستجابية، وواعية.

وهذه المرّة الأولى التي تؤدّي فيها عمليةُ تجاوزٍ رقمية كاملة لإصابةٍ في الحبل الشوكي إلى مشي حقيقي بمبادرةٍ ذاتية.

يعتمد هذا النظام على التعلّم الآلي لفكّ إشارات الدماغ في الوقت الفعليّ، ويتكيّف تدريجًا ليتماشى مع أهداف حركة المريض؛ وبالتالي لا يكون مجرّد أداة بل هو امتدادٌ للجهاز العصبي.

والمدهش أكثر هنا هو أنّ الحبل الشوكي الأصليّ للرجل بدأ يُظهر بوادر إعادة اتصال طبيعية بعد عدّة أسابيع، ما يشيرُ إلى أنّ التحفيز قد يسهم أيضًا في الشفاء. وصل تطوّر التكنولوجيا العصبية إلى مرحلةٍ يمكن فيها للفكر وحده أن يعيد إحياء الحركة مجددًا حتى بعد سنواتٍ مِن السكون.

BEIRUT CULTURE
Website |  + posts

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى