دراما
سينتيا كرم… علامة فارقة

من يتابع سينتيا كرم في اعمالها المسرحية يعرف ان الشابة من طينة استثنائية… المسرح امتحانٌ قاس… فيه تظهر الموهبة للعيان كما خلقها الله؛ بلا رتوش… في المسرح يسطع نجم الممثل عالياً او ينحدر الى القاع… برهنت سينتيا بكل اعمالها في السنين السابقة بأنها رقم صعب؛ موهبةٌ تحاكي القامات العالمية…
ما خبّأت سينتيا جواهرها عنّا ابداً كما طاب للبعض التعليق مدحاً على نجاحها الاخير. لن أسألها مثلهم: “وين كنت مخباية كل هَلْ جواهر يا سينتيا؟”… لأننا كنا نراها- نحن مدمنو المسرح وروّاده- في كل تجربة تكسب رهانها بجدارة منقطعة النظير ليسطع نجمها بين زملائها بلا منازع. من مشاركتها المميزة في “شيكاغو”؛ مرورا بمسرحيتها مع فؤاد يمين “فتح عين غمض عين”؛ وغيرها الكثير من الاعمال التي رفعت شأنها بمجرد ورود اسمها في طاقم العمل…
لم تشيّد سينتيا مملكتها من دون عناء… بنتها حجراً حجراً بكثير من عرق الجبين وساعاتٍ ساعات من العمل المضني بلا هوادة وضحت في سبيلها كثيراً من ملذات الحياة وتساليها…
ما تفاجأت ابداً بانبهار المشاهدين بدورها في مسلسل “بالدم” الذي يعرض على “شاهد” حالياً… لم تدهشني الاقلام المثنية والتعليقات المُشيدة بأدائها لأنني كنت على يقين بموهبتها الفذّة الفريدة التي تتحيّن فرص الاطلالة بين الفينة والاخرى كشمسٍ ساطعة تبدّد ظلمة ايامنا.
وسينتيا الوحيدة بين اترابها القادرة على التمثيل والغناء والرقص بجدارةٍ متساوية… هكذا هي كتلةٌ من المواهب المتعددة في قالب فريد…
أما أجمل ما فيها؛ عدا ما ذكرناه فقلبها “الكبير” ؛ ذاك الذي يدفعها؛ كلّما سنحت لها الفرصة، ووسط مشاغلها المتراكمة؛ بالتنكّر بزي “المهرج”؛ لتتجوّل في أروقة المستشفيات وغرفها الباردة؛ كي تنقل الى نزلائها من المرضى ومكسوري الخاطر دفء اشعتها راسمةً لهم عالماً من الالوان الزاهية؛ زارعةً بمرورها حدائق ابتسامات وآمال محرّكة رغبات جامحة في التمسّك بالحياة… وهذا الفعل وحده يقرّبها الى مصاف الآلهة المتحكّمة بمصائر البشر…
سينتيا؛ يا فنانتنا المتألقة دوماً؛ مبروك لك كلّ هذا النجاح المستحق… ونتوق الى مزيدٍ منه بلا انقطاع؛ لاننا في عصر التفاهة هذا بتنا بحاجةٍ ماسة الى كثير من المواهب الحقيقية والى “قلب” كبير مثلك يفيض حباً ودفئاً وفرحاً وافراً بلا حساب او مقابل….
إتبعنا