دارين سمعان: أكرّم بلوحاتي “روح لبنان”

بدأت مسيرتها التشكيلية مع شغفٍ مُبكر بالرسم وموهبـةٍ دعمتـها بتخـصّصٍ أكاديمي أثمر عن مشاركة لها في عدّة معارض فنية لاحقًا وإصدارها في السنة الحالية لكتابها “The Scent of Lebanon” (روح لبنان) الذي يوثّق بجدارةٍ نبض لبنان بشـعـبه وفـئاته المختلفة من بائعي الـفول الى الـعـمال والمـزارعين الكادحين؛ الى النساء العاملات والحرفيّين. إنّها الفنانة التشكيلية الصـاعـدة داريـن سـمـعـان التــي الـتقـيناها فـي ورشتها للتعرّف إليها عن كثب والاطلاع على مشاريعها المتعدّدة.
عرّفينا عن نفسك واكتشافك لموهبة الرسم.
أنا فنانة تشكيلية متواضعة أحبّت الفنّ منذ الصغر اذ كنت أرسم كلّ ما يقع عليه نظري. تخبرني أمي أنني في السابعة من العمر رسمت رجلًا فقد ساقه. لعلّني تخيلته، لا أدري، ولكن ما أذكره هو أنني كنت أرسم كل ما أراه بشكل تلقائي.
هل شجّعك الأهل على امتهان الرسم؟
أقاموا لي في المدرسة معرضًا صغيرًا وضعوا فيه لوحاتي في الممرّ. شجعني ذلك كثيرًا. تخصّصت بالتصميم الداخلي، ولكنني حرصت دومًا على تطوير مهاراتي بالرسم قدر المستطاع وأقمت أوّل معرض فعليّ لي في العام 2006.
ما الذي يحرّك رغبتك بالرسم؟
قد يلهمني مشهدٌ ما أو تتبادر فكرةٌ الى ذهني فأرسمها على مسودةٍ وأنفّذها لاحقًا ولكن العالم والناس هم مصدر إلهامي عمومًا.
اي مادّة تستخدمين؟
بدأت بالزيتي ثم انتقلتُ شيئًا فشيئًا إلى “الأكريليك”؛ وتجدني اليوم أعود مجددًا إلى حبّي الأول، أيّ الزيتي، لأنّه برأيي في حوارٍ دائم مع اللوحة والقماش، ولا يجفّ بسرعة.
هل لديك أسلوب يميزك عن الآخرين؟
في بداياتي كنت اركّز على مشهد الرجل وزوجته بشكلٍ خاص، ثم رحتُ أرسمُ كلّ ما أشاء من دون حصر نفسي بأسلوبٍ معين. ولكن طبعًا لوحاتي تُشبهني أنا.
أخبرينا عن مولودك الجديد “The Scent of Lebanon” ولماذا جاءت الترجمة “روح لبنان”؟
بدأت الفكرة حين أردتُ تنظيم معرضٍ للوحاتي، ثم فكّرت بأنّ إصدار كتابٍ يضمّ لوحاتي هو بمثابة إقامة معرضٍ لي. أعجبتني صورٌ جميلة رأيتُها على وسائل التواصــل الاجتماعــي التــقطها مُــصوّرون فوتوغرافيون، فقرّرت تحويلها الى رسمات.
بدأت العمل تدريجًا الى أن وصلت إلى 116 رسمة.
اخترتُ الكتاب وسيلةً لتكريم كبار السنّ الذين ما زالوا يعملون بأيديهم، كالحرفيّين والنساء اللواتي يصنعن المربى، أو يطبخن في المنزل أو الرجال الذين يتسامرون مع أصحابهم أو يلعبون الورق أو الطاولة في المقهى.
أحببت نقل الأجواء اللبنانية، وأن يرى الجميع كم هذا البلد الصغير جميلٌ بناسه وطبيعته وتاريخه. اخترتُ العنوانَ بنفسي وأن تكون الترجمة “روح” لبنان وليس “عطر” لبنان لأنّه يليق به أكثر.
مَن جمهورُ هذا الكتاب برأيك؟
هذا الكتاب لكلّ اللبنانيّين والأجانب؛ فهو توثيقٌ لروح لبنان، وفيه قيمة إضافية لأيّ مغترب لبنانيّ يشتاق الى وطنه الأم وستُذَكّره هذه الرسمات برائحة الأهل والأحباب.
أخبريني عن طموحاتك المستقبلية.
لديّ كثير من الطموحات والأفكار التي لا تنتهي. ربما أُصدر كتابًا ثانيًا بعد الكتاب الحالي. وممّا لا شك فيه أنني سأستمرّ بالرسم وقد أنظّم معرضًا لأعمالي مِن السيراميك فهذه الحرفة أيضًا شغفٌ آخر لدي.
ماذا عن مواهبك الكوميديّة فقد رأينا اسكيتشاتٍ لك على وسائل التواصل.
أنا أُحبّ الكوميديا جدًا، وهي عشقي. اكتشفتُ موهبتي بهذا المجال في فترة كورونا فأنا أحبّ أن أُضحك العالم، وعندما أفعل ذلك يتغيّر كلّ مزاجي وقد أسعدني تفاعل الناس مع ما أقدّمه.
هل تفكّرين باحتراف الكوميديا؟
لمَ لا؟ ولكنّني لن أترك الرسم بل سأطوّر الموهبتين معًا.





