د. عبده لبكي

بدأت أُدرك كيف يجب أنْ أقرأ
لكي أفهم
القراءة من أسفل النّصّ
إلى أعلاه
كما من أسفل كلّ شيء
هكذا أفهم
أفهم كلّ شيء
ومن الحضيض إلى الفضاء
حيث بدأ السّقوط
منذ القِدَم :
التّفّاحة ، الطّيور المُصابة
والقنابل
و كذلك المطر المليء بالعُقم
والرّياءِ العَتِم
وربّما كلّ ما على الأرض
ثمّ أنام بين مُزدوجين
أنام طويلاً
حتَى تتفكّك الحروف
وتتساقط أيضاً حواشي الكلمات
فأكتب كأنْ على لوحٍ
من طين
أكتبُ وحيداً في غياب الوجود
بثيرانه الهائجة
ووجوهه المُتحجّرة
أكتبُ :
ألا يُفْرِحُ البشرَ أنهم أحياء
لماذا تضيع أعمارهم
حول طاولةٍ مُدمّاة
وهم يتبادلون
أوراق الموت وصُكوكه !
شاعر وأديب وأستاذ محاضر في اللغة العربية منذ ما يربو على الأربعين عاماً، من رواد شعر ما بعد الحداثة، وله مقالات عدة حول اللغة والتعليم، كما أنه مؤسس "دار الإبداع للنشر والتأليف"، وله عدة دوواين شعرية بالفصحى والعامية آخرها "قمر يسكن النافذة"