حفنة رماد – سيامتنو

من كتاب هتاف الروح 2017 – عن دار المراد
ترجمة جولي مراد

أَسَفي عَليك وحُزني يا بَيتَ أَجدادي
يا موطِني
كُنتَ صَرحًا فَخْمًا مُتَلأْلِئًا
ومِن قِمَمِ أَسطُحِكَ البيض تتوهّجُ
أَنوارُ ليالٍ …
تَزدانُ بأَنجُمٍ تبرُقصَرخاتُ الفُرات تتناهى…
إليَّ الفراتُ يَستغيثُ
مُهروِلًا نَحوَ المُنْحَدَرومِن بَينَ زَخّاتِ دموعٍ تَشْتَعِل
أَصَخْتُ بِوجومٍ إِلى حَشرَجاتِ بيوتٍ
إِلى إِغماءاتِ مَبانٍ…
إِلى تَضَرُّعاتِ جُدرانٍ
تَتَرَنّح… تَتَهاوى… تَتَلاشىيَومٌ… يَومٌ أُعِدَّ… لِلرُّعبِ… لِلذَّبحِ…
لِدماءٍ تَهطُلُ فَوقَ شتول…
فَوقَ وُرودٍ
فوقَ وريقاتٍ تَهجَعُ بِهدوء…
خَلفَ أَسوارِ حَدائق الدُّوروالحُجرَةُ الزرقاءُ تِلك
حَيثُ تَرَعرَعَ أَوَّلُ أَيامي
أَيامي نَمَتْ… على بِساطٍ… تَدَفّقَتْبِساط خيوطُهُ حِيكَتْ
بنَغَماتِ ضَحكاتي
وسَبَحَتْ مُهجَتي المُجَنّحَة
في فَضاء أُمنياتيوالمرآةُ… المرآةُ الذهبيّةُ تلك…
عَكَسَت أَحلامي…
آمالي… حُبِّي… تَطلّعاتي…
هل تَحَطَّمَت؟هَل خَرِسَت أَناشيدُ الينبوع؟
هَل تَكسَّرَتْ
أَغْصانُ أَشجارِ الصفصاف المتعانقة؟
هَل انتَحَرَت ثِمارُ التُّوت في بساتيننا؟مياهُ الجَداولِ الرقراقة … هل نَشَفَت؟
هل جفَّتْ في أَفئِدة أَشجارِنا؟أَخْبرني… أَخبرني كيف… كيف هو
كيف هو طائري الأَشْهَب؟وماذا عَن القَفَص؟
قفص طائري الأَشْهَب
ذلك الطائرِ المُغَرِّد؟
فمع كُلِّ إطلالَة يَومٍ…
مع كُلِّ بزوغِ شَمسٍ
مع كُلِّ إِشراقَةِ صُبحٍ…مع كُلِّ صَحوَةِ بَتَلاتِ وَردٍ
كان يُغَرِّدُ… في صباحاتيغدًا حين أَموت… ثِقْ يا بيتَ موطني
أَنَّ روحي المفجوعة تُرَفرِف تحومُ
على روابيك السُّود تَنتَشِرُ
على جدرانِك الأَنقاض…روحي الهائمة تَذرُفُ الدَّمعَ المِدرار…
تَندبُ انسيابَ الجِّراح
مثل يَمامةٍ ثكلى
زفرات الحداء تُطلقُولكنْ… قُلْ لي مَنْ يأْتيني
بحَفْنَةِ رَمادٍ مَنْ يأْتيني؟حَفنَة رمادٍ مِن أَرضِك المُقدَّسة
ليَومِ مماتي… لتابوتي الصامِدِ
بحَفنَة رَمادٍ مَنْ يأْتيني؟
أَمْزجُها برُفاتي…
رُفاتي الذي يُغَنِّي وطنيحَفنة رَمادٍ لِرُفاتي
يا بيتَ مَوطني
مِن رَمادِكَ مَنْ يأْتيني؟مَنْ يَحمِلُ مِن ذكرياتِك إِليَّ
مِن آلامِك… مِن تاريخك
حفنة رَماد… إليَّ مَن يأْتينيلتُنْثَرَ على قَلبي؟