جَنِين خمسِينيّ – قزحيا ساسين

أُمِّي تَعِبتُ… وَلا شَكوَى بِلا سَبَبِ
خَلًّا أَجِيئُكِ… رُدِّيني إلى العِنَبِ
رُدِّي طُفولةَ عَينَيَّ الّتي انطَفَأَت
قَبلَ الأَوانِ… فَسالَت دَمعةُ اللُّعَبِ
عُدِّي جُروحي… بِلا دمعٍ… فأَحمِلَها
أبياتَ شِعرٍ… وصَدري أَثْمَنُ الكُتُبِ
إكلِيلُ ثلْجٍ عَلَا رأسي… وَتَوَّجَهُ
وَالطِّفلُ فِيَّ صغيرٌ بَعدُ… لَم يَشِبِ
أنا جَنِينُكِ… خَمسُوني بِلا زَمَنٍ
لا خَطْوَ وقتٍ لَها في خاطِرِ الحِقَبِ
إلى خَيالِكِ لَيتَ اللهَ يُرجِعُني
يا أُمُّ حُلمًا… رُجُوعَ النّايِ لِلقَصَبِ
جَلّاديَ العُمرُ… إنَّ العُمرَ مَعصِيَةٌ
جَحيمِيَ الأرضُ… عُكّازي مِنَ اللَّهَبِ
فِي فَيْءِ قلبِكِ ظِلٌّ أَستَجِيرُ بِهِ
كما استَجارَ بِرَبٍّ مِن ذَوِيهِ نَبِي
هذي وَصايايَ… حِينَ الوَحيُ ذَهَّبَها
فِي البِئرِ أَذبَلَ حُسْني إخوَتِي وَأَبِي
هذي قَوَافِيَّ… صُلبانًا أُجَمِّعُها
كَم مِن صَليبٍ على ظَهرٍ… بِلا خَشَبِ
شاعر وكاتب