ظهرت في فرنس ا- حيث يُعدّ الخبز رمزًا ثقافيًا وركيزةً يوميةً على كلّ مائدة – مبادرةٌ إنسانية مبتكرة تُحوّل الأرغفة غير المباعة إلى غذاءٍ مشترك. “خزائن الخبز المجتمعية” هي خزائن مبرّدة بجانب المخابز بدأت تنتشر في المدن والبلدات لإنقاذ الخبز الطازج من الهدر وتقديمه مجانًا لمن يحتاجه. كلّ مساء، تُملأ هذه الخزائن بفائض الباغيت، والبريوش، وتعمل بنظامٍ بسيط ومحترم: دخول مجاني، بلا أسئلة أو استمارات. كلّ خزانة مضبوطة حراريًا لتحافظ على نضارة الخبز حتى الصباح.
وبوسع أيّ شخص يمرّ بظرفٍ صعبٍ من السكان المحليين، الطلاب، أو ممّن لا مأوى لهم أخذ رغيف من دون علم أيّ كان. يُوضع الخبز غالبًا في أكمام ورقية تحمل اسم المخبز وتاريخ الانتاج، ما يُعزّز كرامة قاصد المكان وثقته.
يضع موظفو المخابز الفائض مباشرة بعد الإغلاق، ويتولّى عمال البلدية أو المتطوعون تنظيف الخزائن يوميًا. ويحتوي بعض الخزائن على رفوفٍ صغيرة لتبرعاتٍ إضافية مثل المربى، الفاكهة، أو زجاجات المياه لتوسيع الفكرة إلى ما هو أبعد من الخبز فحسب. وتحمل اللافتات رسالة مؤثرة مثل: “شارك ما تستطيع، وخذ ما تحتاج.”
