بيكربونات الصودا… جرعةٌ سحرية

وسط عالم يضجّ بالمخاوف الصحيّة ويئنّ تحت وطأة أمراض المناعة الذاتية، تخرج من رفوف المطبخ مادةٌ بسيطة لِتُبشّر بعلاجٍ مذهل، لم يكن في الحسبان: بيكربونات الصوديوم، أو ما يعرف بصودا الخبز.
ليست جرعة سحرية، بل ملعقة صغيرة تُذاب في ماء، تستنهض خيوطًا دقيقة في الطحال والمعدة، فتوقظ الخلايا الميزوثيلية لتنقل للجسم رسالة مفادها: “كفّ عن القتال”. ويبدأ التحوّل، حيث تميل كفة المناعة من حالتها الملتهبة إلى مساراتها الهادئة، وتنتشر خلايا M2 المعروفة بقدرتها على كبح جماح الالتهاب، في توازنٍ بديع يُعيد الطمأنينة إلى الجسد المنهك.
أظهرت تجارب أُجريت على البشر والحيوانات أثرًا مذهلًا لهذه المادة الرخيصة، حيث انخفضت مستويات الالتهاب بشكل ملموس، وبدأت بوادر توازن مناعي تظهر في الأفق، وكأنّ الجسد يهمس في خفّة: “لقد عدتُ إلى طبيعتي”. لكن السحر لا يخلو من الحذر؛ فالإفراط في الصوديوم قد ينهك الكلى ويُرهق القلب، ما يجعل الإشراف الطبي ضرورة لا ترفًا. ورغم أنّ عدد المشاركين في الدراسة محدود، إلا أنّ الأمل يتجدّد مع كل قطرة ماء امتزجت بمسحوق الحياة. نقف اليوم أمام علاج لم تبتكره معامل كبرى، بل خرج من عبوةٍ متواضعة يحمل قدرة على تخفيف نوبات الذئبة والتهاب المفاصل، ويُمهّد لثورة علاجية قد تُكتب يوماً برائحة الخبز وصوت الشفاء.