روائع الأدب
بول أوستر وسنّ الخمسين

تجاوزتُ الان الخمسين من عمري والأمور تتبدل لمن يتقدّم في العمر: يشرع زمنك بالأفول. عملية حسابية بسيطة تبرهن لك ان ما أنفقته من سنوات أكثر بكثير مما هو آت مستقبلا.
يبدأ جسمك بالانهيار. تنتابك أوجاع وآلام، وتتبدل الاحوال على مرّ الأيام فيما يحصد الموت من تحبهم تباعا فردًا فردًا.
بحلول الخمسين، يحاط أغلبنا بالأشباح. يعيش عبرهم فيمضي وقته متحدثًا إلى الموتى أكثر من تجاذبه أطراف الحديث مع الأحياء.
يصعب على شاب فتي إدراك هذا الأمر. يدرك طبعًا انه سيموت بدوره ذات يوم ولكن لفقدان الأحباء وقع أقوى على الطاعن في السنّ.
الحياة قصيرة جدًا. الحياة هشة وضبابية. في النهاية كم عدد الأشخاص الذين نحبهم فعلاً على مدار العمر؟ قليل جدًا. وحين يرحل أغلب هؤلاء تتغير خريطتك الداخلية. ومثلما قال صاحبي جورج أوبن عن الشيخوخة ذات مرة: “ما أغربها من واقعة تحدث لولد”.
إتبعنا