مقالات

اليوم العالميّ لروّاد الفضاء 12 نيسان 2025- شربل شربل

في مثل هذا اليوم، ١٢ نيسان، من العام ١٩٦١، حقّق يوري غاغارين إنجازًا رائدًا أسهم في عملقة الإنسان؛ فقد كان أوّل من طار إلى الفضاء الخارجيّ، ودار حول الأرض، على متن سفينة الفضاء السوڤياتيّة فوستوك ١ .
ونظرًا للمساحة الضيّقة المخصّصة لاستقبال رائد الفضاء، على متن السفينة، كان على المسؤولين أن يختاروا مرشّحًا يتراوح طوله ما بين 1,70 و 1,75م، على ألّا يزيد وزنه عن 70 كلغ. وبناءً على ذلك، واستنادًا إلى معطيات أخرى تتعلّق بمعرفة علوم الفضاء، والتدرّب على الطيران، والتمتّع بصحّة جيّدة، وشجاعة مميّزة، وميل طبيعيّ إلى المغامرة، لا بل المخاطرة، واستعداد للتضحية في سبيل الوطن… تمّ اختيار الطيّار يوري غاغارين ليكون أوّل آدميّ ينفّذ طيرانًا في الفضاء، في خلال رحلة فوستوك ١. وبذلك استحقّ اللقب” آدم الفضاء الخارجيّ”• كما استحقّ اللقب” بطل الاتّحاد السوڤياتيّ” و ” ميداليّة لينين” وهما أعلى ما يمنح يومها.
وغنيّ عن البيان أنّ غاغارين لم يكن أوّل كائن حيّ يرسل إلى الفضاء الخارجيّ، فقد سبقه الشمبانزيّ الأميركيّ، وكلبة الأسكيمو لايكا السوڤياتيّة، التي نفقت في خلال الرحلة ( ١٩٥٧).
لقي غاغارين حتفه إثر تحطّم طائرته (ميغ 15)، في خلال رحلة تدريبيّة، في 27 آذار 1968 عن 34 ربيعًا.
لم تكنّ توقّعات نجاح الرحلة تتجاوز ال50% . وقد صرّح غاغارين، قائلًا: لقد كنت متوتّرًا، وحده الروبو يمكنه ألّا يتوتّر في مثل هذه الحالة.
لقد أثبت الاتّحاد السوڤياتيّ، بإنجازه رحلة غاغارين بنجاح، تفوّقًا علميًّا رائدًا في ميدان علوم الفضاء، فعظم التحدّي ما بينه وبين الولايات المتّحدة لتحقيق إنجازات خارقة ستظهر ثمارها تباعًا، من خلال تطوير الكثير من مجالات الالكترونيك والميكانيك وصناعة الأدوية، و… وصولًا إلى التسابق على تسليح الفضاء الذي أدّى إلى صرف مبالغ طائلة، فلم يستطع الاتّحاد السوڤياتي مجاراة الولايات المتّحدة، فانكفأ وتفكّك، وانفردت هي في قيادة العالم، حتّى إشعار آخر. ولعلّ غزو أوكرانيا، كما يقول المحلّلون، يهدف إلى إعادة تموضع الاتّحاد الروسيّ في القيادة الثنائيّة القطب، مجدّدًا، إلّا إذا خرج منها منهكًا وانكفأ وراء العملاق الصينيّ…
كان علينا أن ننتظر ثماني سنوات، بعد رحلة غاغارين، حتّى نرى، وبنقل مباشر عبر محطّة العربانيّة، وبالأبيض والأسود، الأميركيّ نيل أرمسترونغ، في 21 تمّوز من العام 1969 يسير على سطح القمر، ويقول: إنّ هذه مجرّد خطوة واحدة صغيرة لرجل، إلّا أنّها تُعدّ خطوةً كبيرةً للبشريّة.
اليوم هو اليوم العالميّ لروّاد الفضاء الذين يستحقّون كلّ تقدير.
وعلى سبيل التذكير، فإنّ وكالة ناسا أرسلت، في الخامس من حزيران ٢٠٢٤، المركبة ” ستارلاينر”، في رحلة تجريبيّة مأهولة إلى المحطّة الفضائيّة، لمدة ثمانية أيّام؛ ولكنّ عطلًا طرأ على المركبة ومنع عودتها. فقرّرت الوكالة استخدام مركبة “كرو دراغون” التابعة ل”سبيس إكس” التي يملكها إيلون ماسك، فنجحت في إعادة الرواد أحياء إلى الأرض، بعد غياب تسعة أشهر، وقد هبطت بنجاح، في ١٨ آذار الماضي، في خليج المكسيك( سابقًا)، مقابل سواحل فلوريدا.
وأخيرًا، صدق من قال:
” لقد جعل العلم منّا أنصافَ آلهة، قبل أن نستحقّ أن نكون بشرًا”
+ posts

كاتب وأديب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى