النجوم ينعون أنطوان كرباج: الكبير فناً وعلماً وأخلاقاً … وداعاً انطوان كرباج

كان رمزاً من رموز الفن في لبنان والعالم العربي. وُلد في 4 سبتمبر 1935 في زبوغا، قضاء المتن، وبدأ مسيرته الفنية في مطلع الستينات. انضم إلى معهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، وساهم في تأسيس فرقة المسرح الحديث التي لعبت دوراً ريادياً في الحركة المسرحية.
خلال مسيرته، قدم كرباج أعمالاً مميزة في المسرح، الدراما، والسينما. من أبرز أدواره التلفزيونية كان دور “جان فلجان” في مسلسل “البؤساء” عام 1974، ودور “بربر آغا” في المسلسل الذي يحمل نفس الاسم. أما في المسرح، فقد تألق في أدوار مثل “ماكبث” و”الملك يموت” و”فاوست”، بالإضافة إلى أدواره في مسرحيات الرحابنة مثل “صح النوم” و”جبال الصوان”.
في السينما، شارك في أفلام مثل “نساء في خطر” و”الصفقة”. كما أخرج مسرحيات وترجم أعمالاً أدبية عالمية إلى المسرح اللبناني.
رحل عن عمر يناهز 89 عاماً بعد صراع مع مرض ألزهايمر. تاركاً خلفه إرثاً فنياً سيبقى خالداً في ذاكرة الفن اللبناني والعربي.
قالوا فيه:
فور انتشار خبر وفاته، لم يتأخر زملاؤه وأصدقاؤه ومحبوه، عن نعيه، مسترجعين أجمل اللحظات التي جمعتهم به.
نقيب الممثلين المحترفين نعمة بدوي
أنطوان كرباج في ذمة الله…. غادرنا عظيم من بلادنا . بدأ حياته ملكاً وبقى كذلك طيلة مسيرته الفنية. هامة مسرحية و درامياً أغنت المكتبة الابداعية بالعديد من الأعمال العظيمة خاصة على المسرح الجاد و الاستعراضي مع العمالقة الأخوين الرحباني و الايقونة اللبنانية السيدة فيروز. فنان كبير متواضع وانساني الى ابعد الحدود..
سيبقى خالداً بأعماله العظيمة وسيرته العطرة وفي قلوبنا و ضمائرنا و في الوجدان .
ان نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان تنعى اليكم النقيب الاسبق الفنان انطوان كرباج و تتقدم من ابنائه و عائلته ومن جميع رفاقه و من جميع الفنانين في لبنان و في العالم العربي بأحر التعازي. رحمه الله و اسكنه فسيح جناته. لتكون نفسه بالسماء.
الشاعر هنري زغيب
غاب للمرة الأَخيرة، كأَنه تعبَ من غيابه البَطيْء سنواتٍ كان خلالها منفصلًا عن ذاته، فاتَّحدَ بذاته اليوم ليغيب إِلى سعادة الخلود.
أَنطوان كرباج هوية لنا إِلى الإِبداع المكرَّس.
هنري زغيب
الشاعر نزار فرنسيس
التاريخ.. ما بيموت..
الممثلة سلاف فواخرجي
الكبير فناً وعلماً وأخلاقاً … وداعاً انطوان كرباج
إضاءة في مسيرتي الفنية والإنسانية أن حالفني الحظ ووقفت أمامك وعملت معك وتعلمت منك كل ماهو جميل أيها الجميل
مَن عرفك عن قرب يدرك تماما ما أعني …
وتبقى الصفات قليلة …
خالص العزاء لعائلتك العزيزة وللوسط الفني اللبناني والعربي ولنا جميعا.
الفنانة نانسي عجرم
مسيرة كبيرة ختمها الممثل القدير #أنطوان_كرباج اليوم. غياب الجسد ما بيمحي أعمال حلوة طبعت ذاكرتنا ورح تضل معنا. الله يرحمه ويصبر عيلته
الممثل باسم مغنية
وسقط #بربر_آغا عن صهوة جواده. جزء آخر من طفولتي قد رحل. شكرا لك على ما قدمت. شكرا لك على ما زرعت بداخلي من دروس. الأب والأخ الكبير والمعلم #أنطوان_كرباج وداعا
جوزيف عيساوي
بعد سنوات امضاها مع ألزهايمر، المَرض المَريض، والمريع، يرحل اليوم ايقونة “المسرح الحديث”، والنجم الخاص في مسرح الأخوين رحباني مع فيروز، كما والعديد من اعمال الدراما التلفزيونيّة والسينمائيّة، انطوان كرباج. في “قريب جدّاً” على “الحرّة” روى انه بعد مفاتحة عاصي الرحباني كرباج بالمشاركة في احدى المسرحيّات، لعلّها “الشخص” اولى اعماله مع الأخوين رحباني العام 1968، اشترط ان يكون اسمه على الملصق بحجم اسم فيروز قائلاً “هي نجمة الغناء وأنا نجم المسرح”، وبعد لأيٍ وتردّد وافق الرحباني، ليجيء الملصق غير مطابق الاتفاق، فاحتجّ فكان له ما اراد. اضاف كرباج: “خلال عروض “بترا” كان التصفيق له عارماً إثر المونولوغ في ختام حوار مع فيروز عندما تكتشف الملكة خطف ابنتها، فطلبت فيروز من عاصي إلغاء المونولوغ”، وطبعاً لم يستجب. قلت له ان اداءه القويّ، متوحّش الحضور، الفخم، والذي قد يغدو مفخَّماً او مبالغاً فيه امام الكاميرا التلفزيونيّة، انما يتماثل سواء كانت الشخصيّة الدراميّة ملكاً (ثلاثة ملوك جسّدها في ثلاث مسرحيات ليونسكو، دورنمات وشكسبير، اضافةً الى “الملك غيبون” في “ناطورة المفاتيح”، “الوالي” في “صح النوم”، “فاتك المتسلّط” في “جبال الصوّان”…)، او مهرّجاً، مهرّباً، لصّاً، مفتّشاً،… فقال ان الطفولة وباطن النفس البشريّة هما منبع ادواره بدءاً من “الملك يموت” وحتى الدور الأخير. وروى كيف انتبه بالصدفة الى طفل المخرج منير ابو دبس، وكانا يستعدّان في منزل الأخير لبروڤا على المسرحيّة المشار اليها، فانطلق من بعض سلوك الولد ومرحه في بناء دوره. سألته عن نساء عبرنَ حياته سريعاً فروى بأريحيّة وجوديّة، على اناقة، ودوماً بصوته الجهوريّ لكن الحنون الذي يشفّ كما في الأدوار حدّ البراءة او الجنون، وكلاهما واحد. تحدّث مثلاً عن طالبة علم النفس اميركيّة التقاها في باريس طوال اسبوع من الحب على الطريقة الفرنسيّة، ليفاجأ بها بعد مدّة تقتحم تدريبات مسرحيّة في دير بعيد عن بيروت، استدلّت عليه من اصدقاء الفنّان في مقهى يرتاده في شارع الحمراء، كان ذكَر اسمه امامها. بعد مدّة اتصل به الأمن العام ليسأله عنها وقد افتقدتها اسرتها الأميركيّة، ولعلها قلت له بمزاح انتحرت او جُنّت من التيه في حبٍّ مستحيل لمَلك. ثم روى حكاية امرأة كان معها في لحظة معيّنة حين اطلّت لور غريّب، زوجته التشكيليّة ذات التجربة الخاصّة والناقدة الفنّيّة، فرجفت المرأة. غابت لور قليلاً لتعود اليها بكوب من عصير الليمون. تحيّة تقدير وإعجاب لهذا الثنائيّ الذي ارتبط بلبنان الحركة الفنيّة العامرة، تأسيساً لحقول مختلفة، ونمط حياة طبقة وسطى امتزجت لديها قيم المحافظة مع قيم الحداثة في ظلّ نظام سياسيّ كان يتقدّم ببطء، فقصمته اضطرابات الإقليم، وتناتش الساسة كما الطوائف السلطة والمناصب والشهداء، وما برحوا يفعلون.