إيميك أفاكيان… عبقريةٌٌ كسرت قيود الجسد

وُلد إيميك أفاكيان المخترعُ الأرمنيّ- الأميركيّ في 15 أغسطس 1923 وتوفي في 11 يوليو 2013. رغم إصابته بالشلل الدماغي منذ الولادة، لم تمنعه إعاقته من أن يصبح أحد أبرز المبتكرين في مجال التكنولوجيا المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة.
كان أفاكيان مثالًا حيًّا على قدرة العبقرية في تحويل التحدّيات الشخصية إلى ابتكاراتٍ ثورية. وُلد أفاكيان مصابًا بالشلل الدماغي، لكنه رفض أن تكون الإعاقة حدًّا لطموحه أو قيدًا لحياته، بل كرّس نفسه لتطوير تقنياتٍ تمنح أصحاب الإعاقات الجسدية القدرة على العيش بكرامةٍ واستقلالية.
من اختراعاته البارزة كمبيوترٌ يعمل بالنفس وهو جهازٌ فريد يسمح بالتحكّم فيه عبر النفس ما يتيحُ للمصابين بإعاقاتٍ حركية شديدة بالتفاعل مع التكنولوجيا. كذلك اخترع آليةً مبتكرة لتحريك الكراسي المتحرّكة داخل السيارات ما سهّل عملية تنقل ودمج ذوي الاحتياجات الخاصّة في الحياة اليومية. واخترع أفاكيان أيضًا عجلة آليةٍ ذاتية التشغيل تحوّل الكراسي المتحركة اليدويّة إلى كراسٍ آلية مُعزّزةً الاستقلالية، وآلةً كاتبة تعمل بالصوت، وهذه كلّها أدواتٌ أحدثت نقلةً نوعية في مفهوم الوصول والتمكين، في وقتٍ لم يكن العالم قد أدرك بعد أهمية هذه المسائل.
لم تكن حياة أفاكيان مجرّد قصّةٍ عبقرية، بل كانت أيضًا ملحمة إصرار وتحدٍّ، أثبت فيها أن قوّة الروح البشرية قادرة على تحويل العقبات إلى فرص. ولا يزال إرثه اليوم يُلهم الآلاف حول العالم، ليؤمنوا بأن الإمكانيات لا تُقاس بالجسد، بل بصلابة الإرادة والرؤية. لم تكن اختراعاته مجرّد إنجازات تقنية، بل كانت تعبيرًا عن إيمانه العميق بأن التكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسان، فتمنحه الكرامة والحرية، مهما كانت تحدّياته الجسدية.
نال أفاكيان الكثير من الجوائز تقديرًا لجهوده في تحسين حياة ذوي الهمم، ويُحتفى به كرمزٍ للإرادة والابتكار.