كتابات تستحق النشر

إلى روح “ديوجين” – د. عبده لبكي

أريد أن ألتقي إنسانًا

إنساناً حقيقيًّا

بكلّ ما في الكلمة مِن معنى

شَعره مُسترسلٌ على عُنُقه

وله عينان وأذنان

وأنفٌ طبعًا

وفمٌ به يتكلّم

وبه يرتشفُ قهوة الصّباح

إنسانًا يقولُ الحقّ

الحقّ فقط دون أيّ شيءٍ آخر

إنسانًا أُحيّيه

فيردُّ التحيّةَ بابتسامةٍ

كأنّها سُبحة

ثمّ أمشي مُطمَئنًّا

إلى الغَدِ الّذي سيأتي

في الغد !

أعلّق أنشوطتي

على مُتّكإ الشّرفة

وأسمعُ خطواتٍ ذاهبةً

في الوقت

الهدوءُ خالٍ حتّى مِن نفسِه

وكذلك النّافذة

المشهدُ جميل

وأشجارٌ تُزهر تحت الشّمس

الحلم صورته في إطارٍ قديمٍ

تَبَقّعَ لونُه

فقط يؤنسني قلمي

ونغمٌ ساجٍ أحبّه

وتنظرني مِرآةٌ

فارقتها تحيّة الصّباح

أضع نقطةً أخيرةً

على صفحة الأمس

وأحزن!

 

 

حزنت الشّجرةُ الوارفة

المُثقّلة بالحُبّ والثّمر

عندما مَرَّ بها أهلُ الأرض

ولم يمُدّ أحدٌ يدَه لِيُصافِحَها ويقطفَ مِنها ثمرةً واحدة…

وصمت كُلّ ما حولها

لكنّ صمت الكآبة

لا يصنعُ غيمةً

بل يصنعُ جذعًا يابسًا

أو ربّما حجرًا!

 

 

+ posts

شاعر وأديب وأستاذ محاضر في اللغة العربية منذ ما يربو على الأربعين عاماً، من رواد شعر ما بعد الحداثة، وله مقالات عدة حول اللغة والتعليم، كما أنه مؤسس "دار الإبداع للنشر والتأليف"، وله عدة دوواين شعرية بالفصحى والعامية آخرها "قمر يسكن النافذة"

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى