معارض

عادل قديح في “منمنمات معاصرة”: أرى مستقبلًا زوال اللوحة والتركيز على الأعمال الإلكترونية

يختلفُ هذا المعرض كثيرًا عن معرضك الذي أقمته منذ سنوات، فما الذي جرى؟

نتاجي في هذا المعرض هو استكمالٌ لِكُلّ تجربتي. فأنا شديدُ التأثّر بما يحصل حولي. العمل الفني عندي ليس تكرارًا لتجربة تقنية ناجحة وكفى، بل هو إرهاصٌ روحيّ وفنيّ متبدّل على الدوام، وأعني بالتأثّر ليس التبدّلات على الــصعـيد الســيـاسي والاجـتـمـاعي والثقافـي فحـسب، بـل أيضًا، وبـشكلٍ أسـاســيّ عـلى صــعيـد التبـدّل فـي التجارب التشـكيليّة.

تأثّرت من وحي إيماني بتراثي، بالخطّ العربي فأنتجتُ أعمالاً حروفيّة، وبالزخرفة العربية، وفي عيشي بباريس كما في دراستي تأثّرت بالمدارس الغربية فنحوت نحو التجريد الشكلي والغنائي، كما تأثّرت بالتعبيريّة الألمانية، والتعبيريّة الجديدة والتجريديّة التعبيرية والمدرسة الحركية.

لكنني في تأثراتي هذه كلّها كنت أمينًا لحركة المجتمع كما حصل معي في حرب الـ٢٠٠٦ والحراك العربي والحراك اللبناني والانهيار الاقتصادي وغيرها من التبدّلات.

من اين تستوحي أفكار لوحتك؟

كما أشـرت سـابقًا، مِن مـخزوني الـفكري وتجربتـي الـفـنيّة والتـقنـيّـة، والـتحوّلات المختلفة.

ما هي المدرسة الفنية التي تعتقد نفسك قريباً منها

كما قلتُ أعلاه، لم أكن يومًا آسفًا، أو مخلصاً لتجربةٍ تقنيّة صفّق لها المشاهدون على الرغم من تأثّري الشديد بمحيطي، ترقّبت ما يحصل في المجال البصري والتشكيليّ، قرأتُ وعاينتُ وتعرّفت على أسباب إعادة الاعتبار للتجريد في أميركا، ولو من منحاه التعبيري، كما انشغلتُ بالتعبيريّة الألمانية الجديدة، وكنتُ دائم العودة إلى منابع الحداثة في الشرق والفنون العربية والمنمنمات بشكلٍ خاص والمدرسة البصرية المستوحاة من الأرابيسك.

 

حصلتْ في السنوات الأخيرة تحوّلات في الميدان التشكيليّ فأين أنتَ منها؟

إذا القصد التجهيز (Installation) فقد جرّبت ضمن سياقها، وإذا كان القصدُ المدرسة الحركيّة Art Cinétique فلم أكن غريبًا عنها، وإذا كان القصد الرسم الألكتروني فقد جرّبته ولم يستهوني. أما إذا كان القصدُ الذكاء الاصطناعي فهو تكرارٌ عجيب لآلاف التجارب العالمية المخزّنة في قلب الآلة. الفعل الإنسانيّ هو الذي استهواني بحركته الروحية والعاطفية وتمازج العقل بالعصب والروح والعاطفة.

ما الذي تفعله كي يزداد فنّك تألّقًا على مدار السنوات؟

أكون صادقًا مع نفسي وأمينًا لها.

 

هل ثمة هواية تمارسها إلى جانب احترافك الرسم؟

أحبّ السـفر كـثيرًا فـهو يـُغنــي بـصري وعـقلي وروحي وأطّلــعُ مــنـه عـــن قــــرب عــلـى ثــقافات الشعوب.

من الأقرب إلى قلبكمٍن الرسامين العالميين؟

تبدّل مزاجي على الدوام فبعدما عشقت دافنشي وأنجـلو ورامبرانـت، تـأثّرت بالانطباعية وما بـعدها وخاصةً مونيه وسيزان وماتيس وغوغان ومونخ ومن ثمّ كيفر وبازيلتز…

كيف ترى الاتجاهات التشكيليّة والبصرية في القابل مِن الأيام؟ هل ترى فيها انفلاتًا نحو الشخصانية والعدمية، أم هناك نوعٌ مِن العودة نحو الكلاسيكية؟

أرى زوال اللوحة والتركيز على الأعمال الإلكترونية وأثر الكمبيوتر والتطوّرات في مجاله ولا سيّما الذكاء الاصطناعي.

 

لماذا سميت معرضك “منمنمات معاصرة”؟

في تجربتي الجديدة استوحيتُ الإطار المعاصر لمفهوم المنمنمات مستنداً إلى التراث العربي القديم، وذلك وفقًا للمعايير الآتية:

التأليف الحقلي العميق جدًا في تاريخ الشرق، التأليف الحلزوني العربي النزعة، عين الطائر أي المشهد كما نراه من الفضاء. الإيقاع أو التكرار الإيقاعي المأخوذ من الأرابيسك، لذلك رسمت الأشكال باتجاهات مختلفة. وأخيرًا الحكاية (او علاقة الرسم بالنص)، وتركت للمُشاهد أن يبني حكايته الخاصة أو نصّه انطلاقًا من المشاهدة المباشرة.

يستمرّ المعرض بغاليري Escape بالأشرفية حتى 13 حزيران

كاتبة وناقدة فنية |  + posts

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى