شو في ما في

مــروان خــوري يـشـدو للـحب فـي رحاب جامعة سـيـدة اللـويـزة

في ليلةٍ عابقةٍ بالرقي والرومنسية، تهادى صوت الفنان مروان خوري فوق أسوار جامعة سيدة اللويزة في زوق مصبح، ليُضفي على مساء الأحد في الخامس عشر من حزيران مسحةً من السحر اللبناني الأصيل.

أحيا خوري أمسية غنائية خيرية بعنوان “من أجل لبنان ومستقبل شبابه”، في إطار مبادرة أُطلقت منذ عامين، يعود ريعها لدعم طلاب الجامعة، فغدت السهرة لقاءً بين الفن والرسالة، بين الجَمال والمستقبل الواعد.

ازدانت الباحة الخارجية للجامعة بحشودٍ فاقت الألفي شخص، توافدوا من كل حدبٍ وصوب، يتقدّمهم وزير الإعلام بول مرقص، ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح الأستاذ الياس البعينو، ورئيس بلدية زوق مصبح إيلي صابر، إلى جانب ملكة جمال لبنان ندى كوسا، ومجموعة من الشخصيات الثقافية والإعلامية والاجتماعية، ليكونوا شهودًا على أمسية نسجها خوري من أنغام قلبه ووجدانه.

وفي كلمة مقتضبة اختزلت عُمق التجربة، قال مروان خوري:

“لبنان هو بلد الجمال، والثقافة، والمعرفة، والانفتاح على الآخر… وأحبُّ الأمسيات إلى قلبي هي تلك التي تكتسب بعدًا إنسانيًا وتربويًا، لأن الفن لا يقتصر على الإبداع الجمالي، بل يسهم في بناء الوعي وترسيخ القيم.”

ودعا خوري إلى دعم الفنون في المؤسسات التعليمية، معتبرًا إياها حجر أساس في تكوين شخصية الطالب وتعزيز حسه الإنساني والاجتماعي.

أما رئيس الجامعة، الأب بشارة الخوري، فرحّب بالفنان المتألق قائلاً:

“الجامعة ليست فقط حاضنةً للعلم والمعرفة الأكاديمية، بل هي فضاءٌ تنمو فيه القيم الإنسانية، ويُصقل فيها الذوق، ويُحتضن الفن باعتباره لغةً تتجاوز الحروف، تعبّر عن الذات والمجتمع والهوية.” وأضاف: “لطالما آمنت جامعتنا بأن الثقافة ليست ترفًا، وأن الفن ليس هامشًا، بل هما في صميم رسالتنا التربوية… فكيف للعلم أن يكون إنسانيًّا بلا ثقافة، وللعقل أن يلامس الكمال دون أن يحتضن الجمال؟” وفي ختام كلمته، قدّم الأب الخوري للفنان هدية رمزية تمثّل وجه العذراء مريم، شفيعة الجامعة، عربون محبة وامتنان.

ولساعتين متواصلتين، أطرب خوري جمهوره بأجمل ما جادت به قريحته من أغانٍ، برفقة فرقته الموسيقية بقيادة المايسترو محمود عيد، فغنّى الحب، والحنين، والجمال، وسط تفاعلٍ كبيرٍ من الحاضرين الذين وجدوا في صوته ملاذًا من صخب الواقع وطبول الحرب، إلى فضاءٍ رحبٍ من الحلم والسكينة.

ناقد فنّي ومخرج at  | Website |  + posts

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى