مسرح

“بـ برسلونة” على مسرح “Act مونو”

بات معروفا لجرأته الصارخة في طرح المواضيع التي تثير جدلا واسعا وتخرج عن المألوف ومردّ ذلك اساسًا طبيعته المتمرّدة على الفنون المعلّبة وكل ما هو سار وسائد وتقليدي.
رأيناه عند أكثر من منعطف لا يتوانى عن تجاوز المحاذير حدّ مواجهته الجسورة للسلطات وارتضائه كسر يده في مجابهة معها احتجاجًا على تقاعس وزارة البيئة عن واجباتها؛ وتراه للسبب عينه عالي النبرة مع الماسكين بزمام السلطة فلا يهادن او يتهاون مع هؤلاء او يتراجع عن انتقادهم كلما سنحت الفرصة دون خوف او وجل مكتسبًا لقب “المخرج الذكي المشاغب” بجدارة.

نحن اذًا أمام مخرجٍ غير اعتيادي بغزارة انتاجٍ استثنائية وبأعمالٍ خارجة عن الاطر التقليدية سواء بمسرحياتٍ تفاعلية وفريدة على غرار “٦٦دقيقة في دمشق” أو “عدو الشعب” او “أمة زائلة” او “حبيبة قلبي انت”…
وهو كذلك الوحيد العائد بفيلم ربح “جائزة الجمهور” بمهرجان “الجونة السينمائي” وعرض بسينما “ميتروبوليس بيروت” بعنوان “مشقلب” Disorder ومسرحية “بـ برسلونة” على خشبة “مونو” في اليوم ذاته.
تدهشك قدرة الرجل الهائلة على القفز برشاقة من المسرح الى السينما في الليلة نفسها وحضوره النشيط في المناسبتين معًا بطاقةٍ منقطعة النظير.

انطلقت «بـ برسلونة»، وهي من كتابة واخراج بو رجيلي نفسه، في العاشر من الشهر الحالي.
تراهن مسبقًا على نجاح العمل خصوصًا انه يضمّ ممثلين حصدوا مع الاخير كثيرًا من التصفيق مع مسرحيته التفاعلية “عدو الشعب” وهُم:
عبد الرحيم العوجي، وفرح شاعر، ومجد المصري،.
وقد انضمت الى العمل أيضًا الممثلة الشابة أليس عز الدين.
وتروي المسرحية قصة زوجين يجدان نفسيهما في مغامرة غير متوقّعة تتجاوز كلّ التصورات في ليلتهما الأخيرة ببرشلونة.

ساعة من الكوميديا الخفيفة بتقنية الـSpicy Comedy في صالة Act “الانغماسية” بمسرح “مونو” تمر بلمح البرق؛ ولعلّها اكثر ما يحتاج إليه الجمهور اللبناني الغارق في بحرٍ من الهموم والتوّاق الى برهةٍ من الترفيه بعيدًا عن المتاعب الروتينية؛ من حروبٍ وانهيارات اقتصادية واجتماعية؛ الى حلقاتٍ لا متناهية من الفساد، الى انفجاراتٍ متتالية؛ وما الى ذلك من مصائب وشجون.

بـ برسلونة على مسرح Act مونو
« من 18 »

ولعلّ أجمل ما في العمل جرأته في اسقاط الاقنعة كوميديًا وتناوله “المحظور” و”المكبوت” في العلاقات الزوجية؛ وغوصه في اشكالياتٍ عميقة كموضوع “الخيانة” بأسلوبٍ ذكيّ بعيدٍ عن الرتابة، وحرفيته في صياغة السيناريو؛ وهذا البوح السلس بما لا يقوله الناس عادةً، بعيدًا عن الابتذال، فيغادر المشاهد المسرح وفي جعبته كثيرًا من الاسئلة والمفاهيم التي تدفعه الى قراءةٍ نقديةٍ ذاتية لعلاقته مع الشريك بعينٍ ثاقبة جديدة.

Julie Mourad
Website |  + posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى